فتنة دير الزور ..سياسيين سوريين بالقاهرة يكشفون أيادي النظام وإيران في إشعالها

لا يكف النظام السوري وحلفاؤه على إثارة الفتنة في مناطق الإدارة الذاتية، محاولاً التغطية على الانتفاضة الشعبية ضده في السويداء ودرعا، وتلك المرة كان ريف الزور ومجلسها العسكري، بعد إدخال مرتزقة لنشر الفتنة والبلبلة بين العنصرين العربي والكردي داخل المدينة.

كشف شكري شيخاني عضو مجلس رئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية ورئيس التيار السوري الاصلاحي، المتواجد بالقاهرة، أنه منذ فترة والقيادة في قوات سوريا الديمقراطية تحاول ارسال إشارات التنبيه والتحذير لرئيس المجلس العسكري في دير الزور المدعو (أحمد الخبيل) من أجل تلافي العديد من التجاوزات والمخالفات التي تعمه هو وبعض المستفيدين من حوله بعد أن كثرت الشكاوى بحقه وبحق عدد من المساعدين له، متخذا "الثقة الكبيرة التي نالها من القيادة" ومحاولا خلق فتنة وبلبلة وعدم استقرار في منطقة دير الزور.

وأكد شيخاني في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه عندما تم اتخاذ القرار الصحيح خرجت الأفاعي ورؤوس الغدر والخيانة من مخابئها وجحورها، مشيراً إلى أن هذا التحرك لم يأتي ذلك من فراغ ولم يكن وليد ليلة وضحاها، بل كان مخططا "له ومدبرا" من جهات عدة وعلى رأسها المخابرات الإيرانية عبر ميليشياتها والحرس الثوري وبالتعاون والتنسيق مع النظام، حيث أن النظام والميليشيات الإيرانية دأبت على إثارة الاضطرابات وترسيخ حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وإشاعة أن ما يجري في المنطقة ما هو إلا صراع عربي كردي أي انه صراع عرقي.

وأضاف أن كلاً من قيادات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، متناسية أو متجاهلة عن غباء مقصود وأن عناصر قوات سوريا الديمقراطية هم من مكونات الشعوب في المنطقة وفي مقدمتهم العرب وحتى في مجلس سوريا الديمقراطية ما هو إلا تألف أحزاب عربية وكردية وسريانية، وهذا يكشف بالدليل القاطع زيف ونفاق هذه الادعاءات والشائعات المغرضة.

وعدد شيخاني أهداف التحرك الأخير، مثل التغطية والتعمية على ما يجري في الجنوب السوري من وقفات عزة وصمود في وجه النظام الطاغي وذلك في ساحة الكرامة السويداء هذه المظاهرات تطالب بإسقاط النظام واخراج القوات الروسية والإيرانية من البلاد.

وطالب شيخاني، بضرورة إعطاء الأولوية لإرساء دعائم السلام وفتح قنوات حوار بين جميع الأطراف، ومالم تتسارع الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء ما يجري منطقة دير الزور فإن المنطقة مهددة للتعرض إلى عدم الاستقرار وثانيا "إلى إشاعة الذعر لدى السكان الامنين في كامل جغرافية المنطقة".

بينما كشف عبد الرحمن ربوع، الكاتب والصحفي السوري، أنه لطالما لعب النظام السوري على وتر التناقضات في المجتمع وعمل على ترسيخ هذه التناقضات وتعميقها عبر العديد من الممارسات وأهمها الإقصاء والتهميش لبعض المناطق وبعض الشرائح الاجتماعية والدينية والعرقية وإثارة النعرات الطائفية والقومية والأمثلة أكثر من أن تُعد وقد ألف فيها دارسات وكتب ومقالات لا تحصى.

وأكد ربوع في تصريح خاص لوكالة فرات، أن السوريون لم ولن ينسوا أحداث القامشلي 2004 حين سمحت قوات الأمن والجيش لمجموعات عنصرية بإهانة الكرد خلال مباراة كرة قدم بين فريقي ناديي الفتوة والجهاد، وتطور الأمر إلى اجتياح عسكري بالدبابات والطائرات سقط خلاله أكثر من ثلاثين قتيلا من الكرد بالإضافة إلى مئات المصابين وآلاف المعتقلين.

وأضاف الكاتب والصحفي السوري، أنه لقد عانى العرب والكرد في الجزيرة السورية من إرهاب تنظيم داعش منذ العام 2014 إلى أن تأسست قوات سوريا الديمقراطية في تشرين الأول \أكتوبر 2015 وقاتل العرب والكرد كتفا إلى كتف ضد التنظيم إلى أن تم دحره نهائيا في 2018.

وبيّن ربوع، أنه قبل ذلك وبعده هناك مواقف ووقائع لا تنسى امتزج فيها الدم العربي والكردي على صعيد سوريا خلال مواجهات ضد النظام وحلفائه الذين عملوا كل ما يمكنهم عمله للسيطرة على منطقة الجزيرة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية حاليا، وهذه الإدارة أكبر مثال على روح التآخي والتعاون والمواطنة الصرفة الخالصة بين كل المكونات العرقية والدينية السورية بما فيها العرب والكرد، مبيناً أن كل مؤسسة خدمية في هذه الإدارة يرأسها عضوان أحدهما كردي والآخر عربي دون أي تفرقة أو تمييز.

وأردف، أنه على مدى أكثر من خمس سنوات لم نر أو نقرأ أو نسمع عن أي تمييز عنصري بين الكرد والعرب في مناطق الإدارة الذاتية رغم كل الدعاية المضادة متعددة المصدر سواء من دمشق أو أنقرة أو طهران أو بغداد أو أربيل أو من مناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة والموالية لتركيا، وهي آلة إعلامية ضخمة متعددة الأقطاب والتوجهات عملت بكل ما تستطيع لإفشال مشروع الإدارة الذاتية لصالح تمكين النظام من السيطرة المنطقة والانتقام من العرب والكرد الذين وثقوا ضده على مدى 12 سنة من عمر الثورة السورية والحرب على الإرهاب.

وأشار الكاتب والصحفي السوري، إلى أنه على الدوام كان هناك وعي لدى النخب السورية من أي مؤامرة أو تحرك يقوم به النظام ضد تجربة الإدارة الذاتية في الجزيرة السورية أو تجربة إدارة المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة بشقيها الائتلاف (الحكومة المؤقتة) وهتش (حكومة الإنقاذ)، والعمل على إبقاء هذه المناطق بعيدة عن سيطرة النظام وحلفائه الروس والإيرانيين ورفض التفاوض حيالها إلا ضمن مفاوضات الحل السياسي الشامل وفق مقررات الشرعة الدولية والقرار 2254.

وتطرق ربوع إلى أنه ما حدث ويحدث مؤخرا في دير الزور مبيناً أنه ما كان ليقع لولا التدخل الروسي والإيراني والتركي لصالح النظام، والأدلة عليه واضحة تماما، بداية من المشاركة الواضحة والصريحة غير المسبوقة في هذه الأحداث من قبل لواء الباقر التابع للحرس الثور الإيراني بقيادة نواف البشير ويضم مرتزقة متشيعين موالين للنظام، ثم أن الشيوخ والوجهاء الذي خرجوا يحرضون على قتال قوات سوريا الديمقراطية كلهم بلا استثناء مؤيدين للنظام ومدعومين من سواء من إيران أو روسيا والسوريون رأوا بأعينهم اللقاء الذي جمع رئيس مركز المصالحة الروسي العقيد فادين كولين يوم الخميس الفائت مع شيوخ ووجهاء من العشائر على رأسهم الشيخ نواف الملحم ونواف المسلط وفايز العدوان وعامر خيتي.

وبيّن أن التحشيد العسكري غير المسبوق لبعض المجموعات المسلحة المنضوية تحت الفصائل الموالية والممولة من تركيا في ريفي حلب والرقة، والجميع يعلم أن هؤلاء مرتزقة تحركهم تركيا للقتال لصالحها سواء في سوريا أو ليبيا أو أذربيجان، مشيراً إلى أن مطلب العشائر تنحية قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل بسبب فساده وإجرامه وتصرفاته غير الأخلاقية؟ ولكن لماذا تنتفض بعض العشائر اعتراضاً على توقيفه؟

وأفاد ربوع، أن هناك بعض الاحتقان والغضب الذي يغذيه الإعلام السوري التابع للنظام وحلفائه بالإضافة إلى الإعلام التركي وحلفائه لكن هذا لا يبرر الهبّة التعصبية التي تجري حاليا وهي هبّة ممجوجة أخلاقياً ودينياً ووطنياً، ولا يجوز أبدا على الإطلاق تبرير الدفاع عن مجرمين فاسدين فقط لأنهم من قرابتنا أو عصبتنا أو طائفتنا أو عرقنا، هذه اسمها حمية جاهلية وهي غير مقبولة من أي طرف سواء العرب أو الكرد أو أي طائفة دينية أو شريحة اجتماعية.

وأعرب ربوع عن أمله، أن ينجح العقلاء والحكماء في احتواء هذه الفتنة وإفشال مخطط التفريق بين العرب والكرد في الجزيرة السورية وفي عموم سوريا لأن المخطط وهذا الاقتتال لا يخدم إلا أعداء سوريا وعلى رأسهم بشار الأسد وإيران.